الذكاء الاصطناعي (AI)
هو مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة عادةً بالذكاء البشري، مثل التعلم والإبداع والتعرف على الصور. تجمع المؤسسات الحديثة كمياتٍ كبيرةً من البيانات من مصادر متنوعة مثل أجهزة الاستشعار الذكية والمحتوى الذي ينشئه الإنسان وأدوات المراقبة وسجلات النظام. الهدف من الذكاء الاصطناعي هو إنشاء أنظمة ذاتية التعلم تستخلص المعاني من البيانات. بعد ذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي تطبيق تلك المعرفة لحل المشكلات الجديدة بطرق تشبه الإنسان. على سبيل المثال، يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستجابة بشكل هادف للمحادثات البشرية، وإنشاء صور ونصوص أصلية، واتخاذ القرارات بناءً على مُدخلات البيانات في الوقت الفعلي. يمكن لمؤسستك دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتك لتحسين عمليات الأعمال لديك وتحسين تجارب العملاء وتسريع الابتكار.
مميزات الذكاء الاصطناعي :
يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تقديم مجموعة من المزايا لمختلف القطاعات.
الحد من الأخطاء البشرية
تُعدّ واحدة من أكبر مميزات الذكاء الاصطناعي هي أنّه يُمكن أن يحدّ من الأخطاء البشريّة ويزيد من دقّة النتائج بشكلٍ كبير. فالذكاء الاصطناعي قادر على اتِّخاذ القرارات في كل خطوة بسهولة من خلال المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها مُسبقًا والّتي يتمّ تحليلها باستخدام مجموعة مُعيّنة من الخوارزميات. عندما يتم برمجة هذه الخوارزميّات بشكلٍ صحيح، يُمكن تقليل احتماليّة الخطأ لنسبة تصل إلى الصفر.
ومن الأمثلة على تقليل الأخطاء البشريّة من خلال الذكاء الاصطناعي استخدام أنظمة الجراحة الروبوتيّة، الَّتي يُمكنها إجراء عمليّات جراحيّة مُعقّدة بدقّة مُتناهية، مما يُقلل من احتماليّة الأخطاء البشريّة ويُحافظ على حياة وسلامة المرضى.
تقليل المخاطر
من خلال السّماح لروبوتات الذكاء الاصطناعي بالقيام بالمهام الخطرة نيابةً عنهم، يُمكن للبشر التغلّب على العديد من المخاطر الّتي قد تقابلهم وخصوصًا في الصناعات الخطرة. سواء كان الأمر يتعلّق باستكشاف أعمق أجزاء المحيطات أو أكثر المناطق الجليديّة برودةً أو التعدين للبحث عن الفحم والنفط أو التواجد في أماكن الكوارث الطبيعيّة، أو حتّى الذهاب إلى الفضاء، فإنّ الآلات ذات الأجسام المعدنيّة مُقاومة بطبيعتها ويُمكنها البقاء لفترات طويلة في هذه الأجواء.
مثالٌ على ذلك هو الحريق الذي أدّى إلى انفجار نووي في محطة تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986. كان من الصعب التعامُل مع تبعات هذا الانفجار، لأنَّ أي شخص سيقترب من موقع الانفجار كان سيموت في غضون دقائق بتأثير الإشعاع.
أمّا إذا كان هنالك روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي في ذلك الوقت، فكان سيُمكنها تقليل آثار الإشعاع بسهولة من خلال السيطرة على الحريق الذي حدث في المحطّة في مراحله المُبكِّرة، وهو ما يحدث الآن بالفعل لتأمين المحطّات النوويَّة.
التوفّر على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع
هنالك العديد من الدراسات الَّتي تُظهر أنّ إنتاجيّة الإنسان تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات فقط في اليوم حيث يحتاج البشر إلى فترات راحة لتحقيق التوازن بين حياتهم العمليَّة وحياتهم الشخصيَّة. أمّا في الناحية الأخرى، فالذكاء الاصطناعي يُمكنه العمل إلى ما لا نهاية دون انقطاع. فالآلات تُفكِّر بشكلٍ أسرع بكثير من البشر وتؤدّي مهامًا مُتعدّدة في وقتٍ واحد بنتائج دقيقة. كما يُمكنها أيضًا التعامل مع المهام المُتكرّرة المُملّة بسهولة بناءً على الخوارزميات التي يتم برمجتها عليها.
مثال على ذلك هو روبوتات الدردشة لدعم العملاء عبر الإنترنت، والتي يُمكنها تقديم مُساعدة فوريَّة للعُملاء في أي وقتٍ وفي أي مكان. باستخدام الذكاء الاصطناعي ومُعالجة اللغة الطبيعيّة، يُمكن لروبوتات الدردشة الإجابة على الأسئلة الشائعة وحلّ المشكلات وتصعيد المشكلات المُعقّدة للعُملاء البشريين، ممّا يضمن خدمة عملاء سلسة على مدار الساعة.
في الواقع، تمَّ تصميم بعض روبوتات الدردشة بطريقة تجعل من الصعب معرفة ما إذا كنّا نتحدث مع إنسان أم روبوت دردشة.
الاختراعات الجديدة
إحدى أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي، حيث يُعدّ الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة وراء العديد من الابتكارات التي ستُساعد البشر في حلّ غالبيّة القضايا الصعبة في كل المجالات تقريبًا. ففي القطاع الطبي، سمحت التطوّرات الحديثة في التقنيَّات القائمة على الذكاء الاصطناعي للأطباء باكتشاف سرطان الثدي لدى المرأة في مرحلة مُبكِّرة.
ومن الأمثلة الأخرى على الاختراعات الجديدة السيارات ذاتيَّة القيادة، والتي تستخدم مجموعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وخوارزميّات الذكاء الاصطناعي للتنقل على الطّرق ومُتابعة حركة المرور دون تدخل بشري. تتمتّع السيارات ذاتية القيادة بالقدرة على توفير الأمان والسلامة للرّكاب على الطرق، وتقليل الازدحام المروري، ومُساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو محدودي الحركة على التنقّل بحريّة.
يتمّ تطوير هذه السيارات الآن من قبل شركات مُختلفة، بما في ذلك تسلا، وجوجل، وأوبر، ومن المتوقّع أن تحدث ثورةً في مجال النقل.
القرارات غير المُتحيزة
لا شكّ أنَّ البشر تُحرّكهم العواطف، سواء أحببنا ذلك أم لا. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ الذكاء الاصطناعي يخلو من العواطف ويعمل بشكلٍ عملي وعقلاني للغاية في اتّخاذ القرارات، مما يضمن اتخاذ قرارات أكثر دقّة.
ومن الأمثلة على ذلك أنظمة التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم بفحص المُتقدّمين للوظائف على أساس المهارات والمؤهِّلات دون النظر إلى الأصل أو العرق أو اللون. يُساعد ذلك في القضاء على التحيّز في عملية التوظيف، ممّا يؤدّي إلى قوة عاملة شاملةً وأكثر تنوعًا.
أداء المهام المتكررة
نقوم يوميًّا بالكثير من المهام المُتكرّرة كجزء من عملنا اليومي، مثل فحص المُستندات وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وغيرها من الأشياء. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بأتمتة هذه المهام البسيطة بكفاءة، ممّا يسمح لنا بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدًا أو التي تحتاج إلى الإبداع.
ومن الأمثلة على ذلك استخدام الروبوتات في خطوط التجميع، والتي يمكنها التعامل مع المهام المتكرّرة مثل اللحام والطلاء والتعبئة والتغليف بدقة وسرعة عالية، ممّا يُقلّل التكاليف ويُحسِّن الكفاءة.
تطبيقات المحمول
وهي من أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي. اليوم، تعتمد حياتنا اليوميّة بشكلٍ كامل على الأجهزة المحمولة والإنترنت، حيث نستخدم مجموعة مُتنوِّعة من التطبيقات، بما في ذلك Alexa، وSiri، أو تطبيقات تعليميّة مثل Duolingo وما إلى ذلك. ومن خلال استخدام التقنيّات المُتنوعة القائمة على الذكاء الاصطناعي، يُمكننا أيضًا توقّع الطقس اليوم وفي الأيام المقبلة.
مُنذ حوالي 20 عامًا، كانت الطريقة الوحيدة لتصل إلى مكان لا تعرفه هي أن تسأل أحد الأشخاص الذين كانوا هناك بالفعل للحصول على الاتٍّجاهات من موقعك إلى هذا المكان. أمّا الآن، كل ما عليك فعله هو أن تدخل على تطبيق خرائط Google وتُدخل المكان الذي ترغب في زيارته، وسيتم عرض موقعه على الخريطة بالإضافة إلى أفضل طريق لتصل إليه.
سرعة اتِّخاذ القرار
يُعد اتخاذ القرار بشكلٍ سريع أحد أهم مزايا الذكاء الاصطناعي وأنظمته، فمن خلال أتمتة المهام التي تحتاج إلى تحليل مجموعة ضخمة من البيانات، يُمكن للذكاء الاصطناعي مُساعدة المؤسسات على اتّخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة. وتبرز أهميّة هذا الأمر بشكلٍ واضح عند الحاجة إلى اتِّخاذ قرارات سريعة وفي نفس الوقت منع الأخطاء المُكلِّفة وإنقاذ الأرواح.
من الأمثلة على اتّخاذ القرار بشكلٍ أسرع استخدام التحليلات التنبؤيّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في التداول المالي، حيث يُمكن للخوارزميات تحليل كميَّات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي واتِّخاذ قرارات استثماريّة مستنيرة بشكلٍ أسرع من المُتداولين البشريين، ممّا يؤدّي إلى تحسين العوائد وتقليل المخاطر.
تحديد الأنماط
يُعدّ تحديد الأنماط مجالًا آخر يتفوَّق فيه الذكاء الاصطناعي بفضل قدرته على تحليل كميّات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط والاتِّجاهات، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الشركات والمؤسسات على فهم سلوك العملاء واتجاهات السوق بشكلٍ أفضل. وبالتالي، يُمكن استخدام هذه المعلومات لتحسين نتائج الأعمال واتخاذ قرارات أفضل للشركة.
أحد الأمثلة على تحديد الأنماط هو استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الاحتيال، حيث يُمكن لخوارزميّات التعلّم الآلي تحديد الأنماط الشاذّة في بيانات المُعاملات لاكتشاف النشاط الاحتيالي ومنعه، وتحسين الأمان وتقليل الخسائر الماليّة للأفراد والمُؤسسات.
التطبيقات الطبيّة
قدّم الذكاء الاصطناعي حتى الآن مُساهمات كبيرة في مجال الطب، حيث تتراوح هذه التطبيقات بين التشخيص والعلاج إلى اكتشاف الأدوية والتجارب السريريّة. علاوةً على ذلك، يُمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد الأطباء والباحثين على تحليل بيانات المرضى، وتحديد المخاطر الصحيّة المُحتملة، وتطوير خطط علاجيّة مُخصّصة. وهذا يُمكن أن يؤدي إلى نتائج صحيّة أفضل للمرضى ويُساعد على تسريع تطوير علاجات وتقنيّات طبيّة جديدة.
التغلب على المشكلات المعقدة
يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي استخدام تعلّم الآلة وشبكات التعليم العميق في حل المشكلات المعقدة بذكاء يشبه ذكاء العنصر البشري. يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة المعلومات على نطاق واسع، عن طريق مواجهة الأنماط وتحديد المعلومات وتقديم الإجابات. يُمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات التي تواجه مجموعةً من المجالات مثل اكتشاف الاحتيال والتشخيص الطبي وتحليلات الأعمال.
زيادة كفاءة الأعمال
على عكس العناصر البشرية، يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بدون أن تنخفض معدلات الأداء. بعبارة أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أداء المهام اليدوية بلا أخطاء. يُمكنك السماح للذكاء الاصطناعي بالتركيز على المهام المتكررة والمملة، حتى تتمكن من استخدام الموارد البشرية في مجالات أخرى من الأعمال. يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل أعباء عمل الموظفين وفي الوقت نفسه تيسير جميع المهام المتعلقة بالأعمال.
اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً
يُمكن للذكاء الاصطناعي استخدام تعلّم الآلة في تحليل كميات كبيرة من البيانات بشكل أسرع من أي عنصر بشري. يُمكن لمنصات الذكاء الاصطناعي تحديد الاتجاهات وتحليل البيانات وتقديم التوجيه. من خلال التنبؤ بالبيانات، يساعد الذكاء الاصطناعي في اقتراح أفضل مسار للعمل في المستقبل.
يُمكنك تدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام تعلّم الآلة حتى يتسنى له تنفيذ المهام بدقة وبسرعة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الكفاءة التشغيلية من خلال أتمتة أجزاء العمل التي يعاني الموظفون في تنفيذها أو يجدونها مملةً. وبالمثل، يُمكنك استخدام أتمتة الذكاء الاصطناعي لتحرير موارد الموظفين لإجراء عمل أكثر تعقيدًا وإبداعًا.
عيوب الذكاء الاصطناعي (سلبيات)
في ظل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، يبرز أيضًا جانب مهم يتعلق بالتحديات وسلبيات الذكاء الاصطناعي التي قد تنشأ مع استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة، نقدم لك بعضًا من سلبيات الذكاء الاصطناعي:
- التكاليف المرتفعة
- محدوديّة الإبداع
- زيادة البطالة
- المعضلات الأخلاقية
- الاعتماد الكامل على الآلة
- لا يوجد إمكانيّة للتحسين
- المخاوف المُتعلقة بالخصوصيَّة
- الافتقار إلى الشفافية
- التبعيّة والموثوقيّة
التكاليف المرتفعة
وهي إحدى سلبيات الذكاء الاصطناعي، حيث إنّه لا شكّ أنّ إنشاء آلة يُمكنها محاكاة الذكاء البشري ليس بالأمر الهين، فهو يتطلّب الكثير من الوقت والموارد ويُمكن أن يُكلِّف قدرًا كبيرًا من المال. يحتاج الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى العمل على أحدث الأجهزة والبرامج ليظل مُحدّثًا ويُلبّي أحدث المُتطلّبات، ممّا يزيد من التكلفة بشكلٍ كبير.
محدوديّة الإبداع
من أكبر عيوب الذكاء الاصطناعي هي أنّه لا يستطيع أن يتعلّم التفكير خارج الصندوق بمُفرده. فالذكاء الاصطناعي قادر على التعلّم بمرور الوقت من خلال البيانات التي تمّ تغذيته بها مُسبقًا بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب السابقة، لكنّه لا يستطيع أن يكون مبدعًا في نهجه.
المثال الكلاسيكي على ذلك هو الروبوت Quill الذي يُمكنه كتابة تقارير أرباح فوربس، حيث تحتوي هذه التقارير فقط على البيانات والحقائق المُقدّمة بالفعل إلى الروبوت. وعلى الرغم من أنّه من المُثير للإعجاب أن يتمكّن الروبوت من كتابة مقال بمفرده، إلا أنَّه يفتقر إلى اللمسة الإنسانيّة الموجودة في مقالات فوربس الأخرى.
لذلك، إذا تمّ الاعتماد بشكلٍ أكبر من اللازم على أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإنّ اللمسة الإبداعيّة البشريّة ستقل وتيرتها مع الوقت.
زيادة البطالة
تتمتّع تقنيات الذكاء الاصطناعي – وخاصةً أنظمة الأتمتة والتعلّم الآلي – بالقدرة على أتمتة بعض المهامّ الروتينيّة والمُتكرّرة. ففي الصناعات التي تسود فيها هذه المهام، يظهر بشكلٍ كبير خطر إزاحة العاملين في تلك الأنشطة من وظائفهم. على سبيل المثال، الوظائف التي تتضمَّن أنشطة مثل إدخال البيانات، أو العمل في خطوط التجميع، أو تفاعلات خدمة العملاء، قد تكون عرضة لأن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر بشكلٍ كامل.
المعضلات الأخلاقية
عند الحديث عن دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليوميّة، لا شكّ أن العديد من القضايا الأخلاقيّة ستظهر وتُصبح محلًا للنقاش. فالذكاء الاصطناعي لديه فقط البيانات والخوارزميات لتشكيل القرارات والتنبؤات. وفي المُقابل، قد يكون التحيُّز مُتأصلًا في تلك البيانات بطريقةٍ ما، بقصدٍ أو بغير قصد، وقد يؤدي إلى نتائج تمييزيَّة لأنُّه يمكِّن التركيز على الاستنتاجات المنطقيّة فقط دون أي اعتبارات أخرى.
ولذلك، تُعتبر الاعتبارات الأخلاقيَّة في تطوير الذكاء الاصطناعي مجالًا نشطًا للبحث والمُناقشة، ويتم بذل الجهود لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع المبادئ الأخلاقيَّة.
الاعتماد الكامل على الآلة
يمكن أن تؤدّي أتمتة المهامّ واستخدام المزيد والمزيد من المساعدين الرقميين إلى زيادة الاعتماد على الآلة والإصابة بما يُعرف ب “الكسل البشري”. فالاعتماد المُبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يجعلنا نستخدم أدمغتنا بشكلٍ أقل في الحفظ ووضع الإستراتيجيّات وحلّ المُشكلات بأنفسنا. وقد تكون التأثيرات التي ستُحدثها هذه الظاهرة على الأجيال القادمة واسعة النطاق إذا تُركت دون معالجة.
على سبيل المثال، إذا تم الاعتماد على خرائط جوجل في معرفة الطريق، فقد تندثر أو تقل كفاءة أجزاء المخ المسؤولة عن حفظ الطرق مع الوقت. فكما يُمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا جدًا لكل شخص في المستقبل، فقد يكون مُضرًا كذلك إذا تمَّ الاعتماد عليه أكثر من اللازم.
لا يوجد إمكانيّة للتحسين
كما ذكرنا، فالذكاء الاصطناعي مبني على حقائق وخبرات وبيانات مُعدّة مسبقًا، ولذلك فإنّ الذكاء الاصطناعي بارع في تنفيذ نفس المُهمّة بشكلٍ مُتكرر، ولكن إذا أردنا عمل أي تعديلات أو تحسينات، فيجب علينا تغيير الخوارزميّات يدويًّا. بمعنى آخر، لا يُمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الأداء من نفسه، ولكنّه يعمل فقط وفقًا للبيانات والخوارزميّات الَّتي يتمّ تجهيزه بها.
أي أنّ الآلات لا تستطيع سوى إكمال المهام التي تمّ تطويرها أو برمجتها من أجلها، وعند الاعتماد عليها لأداء مهامّ أخرى فإنّها ستُعطي نتائج غير مُجدية، ممّا قد يكون له آثار سلبيّة كبيرة.
المخاوف المُتعلقة بالخصوصيَّة
غالبًا ما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على كمّيات كبيرة من البيانات لتعمل بفعاليَّة، وهذا يثير المخاوف بشأن الخصوصيّة وأمن البيانات.
مع جمع البيانات الشخصية وتحليلها على نطاقٍ واسع، يًصبح هنالك خطر الوصول غير المُصرّح به لمعلومات المُستخدمين بالإضافة إلى انتهاكات البيانات واحتمال إساءة استخدام هذه المعلومات الحسَّاسة. لذلك، تُصبح حماية خصوصيَّة البيانات أمرًا بالغ الأهمية عندما يتم استخدام تقنيَّات الذكاء الاصطناعي.
الافتقار إلى الشفافية
يُمكن أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي مُعقّدة وصعبة الفهم، خاصَّةً في نماذج التعلّم العميق والشبكات العصبيَّة. هذا النقص في الشفافية يُمكن أن يجعل من الصعب تحديد كيفيّة وصول أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى قرارات أو تنبؤات مُعيّنة، وهذا يُعرف بنظريّة “الصندوق الأسود” أي أننا نصبح غير قادرين على فهم الطريقة التي وصل بها الذكاء الاصطناعي إلى هذا القرار.
ومن المُمكن أن تثير طبيعة “الصندوق الأسود” للذكاء الاصطناعي قضايا تتعلّق بالمُساءلة والعدالة والتحيز، حيث يصبح من الصعب تحديد ومعالجة التحيزات أو الأخطاء الخوارزميّة المُحتملة أو معرفة من يجب أن يتحمّل المسؤوليّة تجاه هذه الأخطاء.
التبعيّة والموثوقيّة
مع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة والعمليّات المختلفة، يُصبح هنالك اعتماد متزايد على قدراته وتبعيّة كاملة لأدواته. يُمكن أن تُشكِّل هذه التبعية مخاطر إذا واجهت أنظمة الذكاء الاصطناعي حالات فشل أو خلل مؤقّت. فعندما تعتمد المهام الحرجة وعمليات اتخاذ القرار بشكلٍ كبير على الذكاء الاصطناعي، فإنّ أي خطأ أو عُطل تقني يُمكن أن يُشكِّل خطورة على سير الأعمال.
لمُعالجة هذا الأمر، يُصبح ضمان قوة وموثوقيّة أنظمة الذكاء الاصطناعي مُرتبطًا بالاعتماد على العامل البشري لمنع الاضطرابات المُحتملة وتخفيف المخاطر المرتبطة بالاعتماد الكامل على تقنيَّات الذكاء الاصطناعي.
