يُمكن تعريف الدعاية أو الإعلان بأنّها رسالة مطروحة بأحد أساليب العرض، تهدف إلى طرح منتجات جديدة، أو وجود إضافات على منتجاتٍ قديمة عبر وسيلة إعلاميّة للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين لها، وتُطرح بقوالب مختلفة، وتحرص على إنتاج الجديد لجذب الكثيرين إلى المنتج.
الدعاية والإعلان غالبا ما نرى هتان الكلمتان مترافقتان مع بعضهما ولا نفرق بينهما، ولكن في الحقيقة أن هناك فرق كبير بين الدعاية والإعلان يجهله العامه من الناس .
لنبدأ بالإعلان:
الإعلان بكل اختصار يختص بالترويج للسلع والخدمات والأفكار التجارية، فهو يسعى لجذب العملاء لتحقيق أكبر نسبة ممكنه من الأرباح، او يسعى لتصحيح الصورة الذهنية للمنتج او المنشأة.
والتعريف العلمي للإعلان: هو وسيلة غير شخصية مدفوعة الثمن تهدف لتقديم السلع والخدمات والأفكار لمجموعة من المستهلكين واقناعهم بها.
أما بالنسبة للدعاية
فهي أكبر وأشمل مما يعتقد العامه من الناس، فالدعاية تختص بما هو أكبر من السلع والخدمات والأفكار التجارية، الدعاية تهدف لما هو أكبر وأخطر من ذلك فهي تهدف الى نشر العقائد والمواقف والأفكار السياسية على نطاق واسع، وتُستخدم للتأثير على آراء الجماهير ومعتقداتهم حتى يتجهوا نحو نظام معين فهي تعمل على تهيئة الأفراد نفسياً لتقبل ذلك الاتجاه.
أساليب الدعاية فهي تستخدم أساليب عاطفية بعيدة عن المنطق والعقلانية ومن ضمن هذه الأساليب:
1- التكرار
وذلك عن طريق التكرار المستمر والمكثف والغزير لمدة تصل لشهور وفي بعض الأحيان تصل لسنين، وبهذه الطريقة تتحول إلى ما يمكن اعتباره جزءً من الحقيقة، وقد لا يشعر المستهدفين بهذا الأسلوب مما يجعل تأثير الدعاية يكون أقوى.
2- الاعتماد على السلطة
وذلك عن طريق ذكر أشخاص أو مؤسسات بارزة ذات مصداقية عالية لتأييد الفكرة / رأي / قرار، مما يجعل الاعتراض على ذلك او عدم تصديقه أمر صعب حتى وإن كانت الأدلة كلها تعارض ذلك.
3- الاستفادة من الشخصيات اللامعة
وهو أسلوب شائع وشديد الخطورة، ولا يقتصر هنا على مشاهير الفن والرياضة مع ما في ذلك من تبعات سيئة على الجيل الناشئ الذي يتخذ من هؤلاء قدوة في السلوك، ولكن الأمر قد يصل إلى حد الخداع بالاستفادة من بعض الانتهازيين من المفكرين والعلماء الذين لا يتورعون عن المسايرة وتقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة تخدم اهداف الدعايات الموجهة، وهنا نشير إلى أسلوب انتهازي يسرف الإعلام في تطبيقه عبر تمرير الكثير من الأفكار.
4- التخويف
وذلك عن طريق حشد الرأي العام عن طريق إثارة الفزع أو الذعر، أو من خلال التحريض ضد الأشخاص المخالفين بالرأي، وبهذا تتكون دوامة صمت تجعل من الدعاية الموجهه هي الصوت الوحيد في المجتمع مما يجعل تأثيرها أقوى وأكبر.
5- الأبيض والأسود
وذلك من خلال تقديم خيارين فقط، مثلا كأن تكون معنا أو ضدنا! وهذه مغالطة منطقية.
ولا تقتصر الدعاية على هذه الأساليب الخمسة فقط، فأساليب الدعاية كثيرة جدا وهي أساليب تلعب على حبل العاطفة لا العقلانية وقد أخصص مستقبلا مقالا يختص بأساليب الدعاية.
وفيما يأتي أهمّ أساليب الدعاية والإعلان:
الإعلان الإذاعي
يتميّز الإعلان الإذاعي بقلة تكلفته، وسهولة إنتاجه، ويكون مسجلاً بالصوت فقط وتصحبه أحياناً موسيقى، وتمتلك هذه الإعلانات القدرة على خلق الصورة، من خلال قدرتها على إرسال معلومات تخيليّة للمستمع، وتنحصر رؤيتها على مجموعة محددة من السكان.
الإعلان التلفزيوني
يعتمد الإعلان التلفزيونيّ على الصورة والصوت؛ فالصورة تزيد من قدرة المشاهد على الملاحظة، والتدقيق بالأمور، كما أنّها تُعتبر من الوسائل المحبّبة للكثير من الأشخاص، لأنّهم يفضلون الاستماع، والمشاهدة سوياً، وتتميّز بتكلفتها الباهظة نسبياً؛ بسبب حاجتها إلى معدات غالية الثمن، كما أنّها تحتاج إلى وقت لإنتاج الإعلان، ويستطيع الكثير من السكان رؤيتها؛ لأنّ التلفزيون استطاع تجاوز الحدود في بثه ويُمكن أن يصل مشاهدوه إلى الملايين من حول العالم.
البوستر
يُمكن تعريف البوستر الإعلاني على أنّه رسالة تغطية شاملة، حيث يُصمّم البوستر على ورقة واحدة باستخدام أحد برامج التصميم المتنوّعة، ويحرص مصمّم البوستر على التركيز على الجوانب المهمّة، كأن يحتوي على صورةٍ ترويجيّة، وهذه الصورة تحمل شعار الشركة المعلنة واسمها، والغاية من الداعية، كما يمكن أن يحتوي البوستر على موقع الشركة أو مكان الحصول على المنتج، أو رقم هاتف للمراجعة، وينشر هذا البوستر في الصحف، والمجلات، أو في الشوارع.
الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تعتمد أغلب الشركات في العصر الحاليّ على الإعلان عن منتجاتها أو الخدمات التي تُقدّمها عبر منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتتميّز هذه الطريقة بإمكانيّة استهداف فئات محددة من الجمهور بناءً على اهتماماتهم أو موقعهم الجغرافيّ أو عاداتهم الشرائيّة، كما تستخدم الأعمال التجاريّة بعض الأشخاص المؤثّرين على هذه المنصّات ممّن لديهم أعدادًا كبيرة من المتابعين بهدف الترويج لعلامتهم التجاريّة ومنتجاتهم، والوصول إلى أكبر فئة من الجمهور بسرعة كبيرة.
الإعلان عبر البريد الإلكتروني
يعتمد هذا النوع من الإعلان على إرسال المطبوعات أو الكتيّبات والكتالوجات والنشرات الإخباريّة والإعلانيّة إلى فئات محددة ومستهدفة من العملاء المحتملين للشركة أو المنتج أو الخدمة، وعادة ما يُمكن للفئات المستهدفة من الجمهور الاشتراك بهذا النوع من الإعلانات بحيث تصلهم النشرة الإعلانيّة باستمرار.
الإعلانات عبر الهاتف المحمول
أصبحت الهواتف المحمولة بمثابة قنوات إعلانيّة يحملها الجميع، حيث إنّ أيّ جهاز هاتف ذكيّ أو لوحيّ متّصل بالإنترنت تظهر فيه الإعلانات باستمرار عند استخدام بعض تطبيقات الهاتف أو تصفّح الإنترنت، وهي من طرق الإعلان الذكيّة التي تصل إلى فئة العملاء المحتملين والمهتميّن بالمنتج أو الخدمات المُقدّمة.
